خلي الضمير صاحي-فضائيات ىفلسطين

قال إيه.. بعد الفشل الكبير للـ “الحلم العربي”.. جاء الوقت لفشل آخر يسمى “الضمير العربي”.. نفس المسلة فنفس المكان.. نفس الأسطوانة ونفس الوجوه التي نراها تغني في كل شيء وأي شيء وبأي شيء.
قال إيه.. نانسي عجرم بتغني على الضمير العربي.. يا سلام على أحلى كلام!!..
قال إيه.. عادل إمام مهتم بالضمير العربي!!..
قال إيه المغني العلاني الذي ضيع شباب أجيال بحالها بأغانيه المسمومة المخنثة العريانة يغني على الضمير العربي!!..
قال إيه المانيكان التي لا تلبس شيء في كليباتها والتي يجلس الكبير قبل الصغير أيامًا وليالي ليقطف ما يستطيع من لحمها.. قال إيه بتغني على الضمير العربي!!..
قال إيه فنانين من أجل الضمير العربي.. مجموعة مشاهد لم تكف قناة الجزيرة على بثها ونشاهدها يوميًا وكأنها فطور الصباح.. تم جمعها.. مع لحن مناسب وكلمات مكررة و”أكثر من مائة فنان عربي” وانتهت الطبخة.. طبخة ونخوة وعرب وإخوة وكلام كبير!..
لا أنكر أني استمتعت بالكليب.. وتأثرت بالمشاهد التي تم بثها.. أعجبتني “الله أكبر” بصوت نور مهنا.. أعجبني الجو العام في البداية.. ولكني اليوم لست مثل الأمس.. اليوم أشياء كثيرة صرت أدركها وأفهمها بوضوح.. الخلفيات المعروفة من مثل هذه المشاركات وهذه الكليبات.. الهوس باللعب على المشاعر وجعلها تلف وتدور في نفس الأسطوانة..
لو أحضرتم أشخاصًا آخرين أناس آخرين لم تتعود عليهم أعيننا ولم يسقطوا منها لكنا “ربما” صدقناكم في مسعاكم هذا.. أتمنى أن يكون هذا العمل صادقًا لوجه “النخوة والأخوة العربية”.. وكم أتمنى أن نعيش فعلاً بهذه الكلمة “السلام”.. أما والحال على ما هو عليه.. فلا ضمير عربي ولا بطيخ ولا اتنين كيلو برتقان.
مادمت انتم من “أسباب” موت هذا الضمير وتأتون بكل بجاحة لتغنوا لنا عنه.. يا سلام.. يا ما شاء الله.. يا ألف اسماالله عليكو يا بتوع الضمير.. يا أرض إحرسي ما عليكي.. وأخسفي بخونة الضمير اللي بيمشوا فوقيكي.
فلتلعبوا لنا لعبة غيرها.. غنوا لنا على أي شيء آخر كما تعودتم حتى على “البامبرز”.. ولا تغنوا لنا عن مآسينا وضميرنا وأخوتنا وعروبتنا وإسلامنا.. غنوا كما شئتم.. فقط أنا لا أريد سماعكم وشعاراتكم الجوفاء.

تجارة الموت